الوسواس القهري

الوسواس القهري


الوسواس القهري

admin

الوسواس القهري (بالأنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder) هو أحد الاضطرابات النفسية، التي تتسم بأفكار غير مبررة تؤدي إلى أفعال قهرية متكررة يصعب التحكم بها، ويعتقد البعض أنه يمكن علاج الوسواس القهري بتجاهل الأفكار المسببة له وتجنب فعل السلوكيات القهرية الناتجة عنه. إلا أن الوسواس القهري يتطلب الحصول على المساعدة الطبية؛ للتحكم بهذه السلوكيات والسيطرة عليها.

هناك خيارات عديدة لعلاج الوسواس القهري، وغالباً ما تتضمن العلاج الدوائي، أو العلاج النفسي بالكلام مع مختص، أو كلاهما.

العلاج السلوكي المعرفي
يمكن استخدام طرق وعلاجات عديدة لعلاج الوسواس القهري، إذ يعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أنواع العلاج النفسي، الذي يقوم فيه المعالج النفسي بتقويم طريقة تفكير المريض وإدراكه للأمور، بحيث يتعرف على الأفكار السلبية التي تنعكس على سلوكه؛ ومحاولة تغييرها واستبدالها بأخرى أكثر إيجابية.

كما يساعد العلاج السلوكي المعرفي المريض عبر عدة جلسات، على البحث عن حلول لمشكلاته والتصرف بطريقة إيجابية تنعكس على مزاجه وسعادته. ويمكن للمريض أن يشعر بتحسن ويستطيع السيطرة على الأفكار التي تسبب الأفعال القهرية خلال 5-20 جلسة علاجية مع المختص.

يمكن أن يكون العلاج صعباً ومخيفاً لبعض المرضى في البداية، لكن معظم المرضى يشعرون بتحسن وانخفاض مستويات القلق المسبب للأفكار غير المنطقية، والأفعال القهرية التي تنتج عنها مع المضي في جلسات العلاج. 

يعد العلاج السلوكي المعرفي علاجاً ناجحاً للعديد من الاضطرابات النفسية الأخرى، وأهمها:

الوسواس القهري.
اضطرابات القلق.
اضطراب ما بعد الصدمة.
اضطراب الاكتئاب الكبير.
اضطرابات الشهية
التعرض ومنع الاستجابة
هو أحد أنواع العلاج السلوكي المعرفي وأكثرها فعالية. وهنا يعرض مريض الوسواس القهري تدريجياً إلى مسببات الوسواس، مما يساعده تحت إشراف طبيب مختص على مواجهة الهواجس القهرية، وإيجاد طرق بديلة للتعامل معها بدلاً من فعل السلوكيات القهرية.

يتم العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة على عدة جلسات أسبوعية، وقد تتكرر عدة مرات خلال الأسبوع الواحد. يعد العلاج بالتعرض مصحوباً بالعلاج الدوائي أحد أكثر علاجات الوسواس القهري فعالية، كما أنه مصمم خصيصاً لعلاج الوسواس القهري. 


العلاج بالأدوية
الأدوية المضادة للاكتئاب هي من أشهر الأدوية المستخدمة في علاج الوسواس القهري، مثل عقار السيرترالين، والفلوكستين، والفلوفوكسامين، وغيرهم، وتعتبر مجموعة الأدوية المثبطة لاسترداد السيروتونين من أفضل الأدوية المستخدمة لهذا الغرض. 

تعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات السيروتونين في الجسم، مما يساعد على تحسين أعراض الوسواس القهري. قد يستغرق الأمر حوالي 12 أسبوعاً حتى يشعر المريض بتحسن في الأعراض التي يعاني منها عند استخدام مثبطات استرداد السيروتونين. 

وقد تسبب هذه الأدوية آثاراً جانبية غير مرغوبة للمرضى مثل جفاف الفم، أو النعاس، أو الأرق، أو الغثيان، أو الصداع، أو الشعور بالتهيج العصبي. 

ينصح بالتواصل المباشر مع طبيبك في حال حدوث أعراض جانبية غير محتملة أو الرغبة بإيقاف تناول الدواء، مع تجنب التوقف عن تناوله من تلقاء نفسك لتجنب حدوث أعراض انسحابية.

علاج الحالات الشديدة من الوسواس القهري
قد لا تستجيب بعض حالات الوسواس القهري للعلاجات التقليدية، مثل العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي. فيمكن أن يلجأ الطبيب حينها إلى استعمال طرق أخرى متعددة في العلاج مثل:

التحفيز العميق للدماغ، وهو إجراء جراحي يتم فيه زرع جهاز منظم لتحفيز الدماغ عبر نبضات كهربائية.
جراحة الدماغ.
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.
العلاج بالصدمة الكهربائية، حيث يتم زرع أقطاب كهربائية في الدماغ تعمل على تحفيزه عبر تيار كهربائي.
الحفاظ على نمط حياة صحي، واتباع نظام غذائي متوازن، والحصول على ساعات كافية من النوم يومياً، وممارسة التمارين الرياضية. 
كما يعتبر الدعم المعنوي للمريض مهماً للغاية، لذا يجب على عائلة المريض وأصدقائه الوقوف بجانبه، ودعمه بالأفكار الإيجابية والتشجيع. كما يمكن للمريض أيضاً الانضمام لمجموعات الدعم (بالإنجليزية: Support group)، التي تتضمن أشخاصاً مصابين بنفس الحالة المرضية، ليسمعوا قصص بعضهم ويدعموا بعضهم البعض. 

في النهاية نود التأكيد على أهمية المتابعة مع طبيب مختص لعلاج الوسواس القهري، للسيطرة على الأعراض والتخلص من القلق المرافق في وقت قصير.