ارتفاع الكوليسترول في الدم

ارتفاع الكوليسترول في الدم


ارتفاع الكوليسترول في الدم

admin

يعد ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم مؤشر خطر على صحة الجسم، حيث أنه قد يزيد من احتمالية الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية. ترجع أسباب ارتفاع الكوليسترول في الدم إلى عدة عوامل، مثل اتباع نظام غذائي غني بالدهون أو نمط الحياة غير الصحي، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مثل التقدم في العمر، أو الإصابة بأمراض، أو استخدام بعض أدوية.

عادة لا تظهر أعراض واضحة لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم؛ لذلك لا يدرك معظم الناس أن مستويات الكوليسترول لديهم مرتفعة إلا عند إجراء فحوصات مخبرية، وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة المثلى أقل من 100 ملغ/ ديسيلتر

أسباب ارتفاع الكوليسترول
هناك نوعان من الكوليسترول، البروتين الشحمي عالي الكثافة (بالإنجليزية: High Density Lipoprotein or HDL) ويطلق عليه الكوليسترول الجيد، والبروتين الشحمي منخفض الكثافة (بالإنجليزية: Low Density Lipoprotein or LDL) والذي يطلق عليه الكوليسترول الضار. 

يشار إلى الكوليسترول الضار بذلك؛ نظراً لأن المستويات المرتفعة منه ترسب مادة شمعية شبيهة بالدهون على جدران الشرايين، والتي بدورها تؤدي إلى تصلب الشرايين، ومن ثم زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأمراض الشرايين التاجية، والنوبات القلبية، ومشاكل صحية أخرى. 

نذكر فيما يلي أبرز أسباب ارتفاع الكوليسترول الضار:

التقدم في العمر
قد يحدث ارتفاع الكوليستيرول في جميع الأعمار حتى الأطفال، ولكنه يعد أكثر شيوعاً في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 59 عاماً؛ نظراً لأن التمثيل الغذائي يتغير طبيعياً مع التقدم في العمر فيزيد ذلك من خطر الإصابة بارتفاع مستوى الكوليسترول الضار. 

تجدر الإشارة إلى أن مستوى الكوليسترول عند النساء يكون منخفضاً عن الرجال قبل عمر 50 عاماً تقريباً، ولكن بعد ذلك تصبح مستويات الكوليسترول لدى النساء أعلى مقارنة بالرجال في نفس العمر. 

التوتر والضغط العصبى
يعد التعرض للتوتر المستمر أحد أسباب ارتفاع الكوليسترول المفاجئ والسريع، إذ يتسبب الضغط العصبي في زيادة إفراز هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول والأدرينالين مسببة ارتفاع نسبة السكر في الدم وحدوث التهاب، وذلك يحفز الكبد مع مرور الوقت لتصنيع المزيد من الكوليسترول والدهون الثلاثية. 

تناول الأطعمة الغنية بالدهون
قد يكون الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة أحد أسباب ارتفاع الكوليسترول الضار، ومن أمثلة هذه الأطعمة ما يلي: 

دهون ولحوم البقر.
لحم الضأن.
القشدة والزبدة.
منتجات الألبان كاملة الدسم.
زيت النخيل.
اقرأ أيضاً: أطعمة ترفع الكوليسترول ما هي؟

الإكثار من شرب القهوة
يمكن أن تعود أسباب ارتفاع الكوليسترول الضار أيضاً إلى الإكثار من شرب القهوة غير المفلترة، مثل القهوة التركية والإسبريسو.

وفقاً لدراسة نشرت في مجلة القلب عام 2018 حول تأثير استهلاك قهوة الإسبريسو يومياً على ارتفاع نسبة الكولستيرول الضار في الدم، تضمنت الدراسة تناول مجموعة من الشباب متوسط 4 فناجين إسبريسو يومياً، وأظهرت النتائج ارتفاع نسبة الكوليسترول الكلي والضار في الجسم. 

قد ترجع أسباب ارتفاع مستوى الكوليسترول الناجم عن شرب القهوة غير المفلترة إلى وجود مركب الديتيربين الذي يزيد من نسبة الكوليسترول عن طريق تثبيط تخليق أحماض الصفراء. 

تجدر الإشارة إلى أن القهوة غير المفلترة تحتوي على كمية أكبر من الديتيربين مقارنة بالقهوة المفلترة أو سريعة التحضير. 

التدخين
يعد التدخين أحد أسباب ارتفاع الكوليسترول عند الرجال والنساء؛ حيث تدخل مادة النيكوتين بكميات كبيرة إلى مجرى الدم عبر الرئتين؛ مما يؤدي إلى إفراز الكاتيكولامينات.

عند ارتفاع نسبة الكاتيكولامينات تزيد عملية تكسر الدهون، فينتج عن ذلك زيادة إنتاج الكوليسترول الضار. 

قلة النشاط البدني
يرتبط قلة النشاط البدني بارتفاع الكوليستيرول الضار، حيث أن الجلوس عدد ساعات طويلة ومتواصلة تؤدي إلى انخفاض مستوى الإنزيم المسؤول عن تحويل الكوليسترول الضار إلى كوليسترول نافع بنسبة 95%، وبذلك يرتفع مستوى الكوليسترول الضار في الجسم. 
السمنة
قد ترجع أسباب ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية إلى زيادة الوزن والسمنة، وبالرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم مخاطر أعلى لارتفاع الكوليسترول، إلا أن الأشخاص الأقل وزناً أيضاً عرضة لارتفاع الكوليسترول. 

اقرأ أيضاً: تخفيض الكوليسترول بتناول 14 نوع من الطعام

الحمل
يعد الحمل من أسباب ارتفاع الكوليسترول عند النساء، إذ يرتفع مستوى الكوليسترول طبيعياً بنسبة تصل إلى 50% في الثلث الثاني والثالث من الحمل، وغالباً ما تظل مستوياته مرتفعة مدة شهر بعد الولادة ثم يعود إلى مستواه الطبيعي، عادة لا يسبب هذا الارتفاع المؤقت ضرراً على الأم أو الطفل.

تعود أسباب ارتفاع الكوليسترول عند الحامل إلى استخدام الجسم الكوليسترول لمساعدة في تطور الجنين ونموه، وترتبط مستوياته المرتفعة أثناء الحمل بزيادة الإستروجين والبروجسترون، وهرمون محفز الإلبان المشيمي. 

ولكن قد يرتفع مستوى الكوليسترول بشكل كبير في بعض الحالات ويسمى في هذه الحالة فرط كوليسترول الدم الحملي (بالإنجليزية: Gestational Hypercholesterolemia) وهي حالة تستدعي التدخل الطبي. 

العوامل الوراثية
قد يكون فرط كوليسترول الدم العائلي (بالإنجليزية: Familial Hypercholesterolemia) من أسباب ارتفاع الكوليسترول عند الأطفال، وهي حالة وراثية تتسم بوجود خلل في جين معين مسؤول عن تكسير الكوليسترول الفائض عن حاجة الجسم؛ مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وينتقل هذا الجين من أحد الأبوين إلى الأطفال. 

يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من ارتفاع الكوليسترول منذ الولادة، وقد ينتج عن ذلك حدوث تصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية في سن مبكرة. 

الإصابة ببعض الأمراض
قد تؤدي الإصابة ببعض الأمراض إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، مثل:

داء السكري من النوع 2: يعد مرض السكري أحد أسباب ارتفاع الكوليسترول في الجسم، حيث أن عدم كفاية إنتاج الإنسولين يؤدي إلى زيادة نسبة الجلوكوز، فيحد من قدرة الجسم على معالجة الكوليسترول.
أمراض الكبد: تتضمن وظائف الكبد تصنيع الكوليسترول واستقلابه، لذلك عند الإصابة بأمراض الكبد، مثل مرض الكبد الدهني غير الكحولي لا يعمل الكبد بكفاءة؛ فيؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
أمراض الكلى: قد تكون مشاكل الكلى، مثل المتلازمة الكلوية من أسباب حدوث ارتفاع الكوليسترول، نظراً لأن للكلى دور في تنقية الدم.
مشاكل الغدة الدرقية: تساهم هرمونات الغدة الدرقية في التخلص من الكوليسترول الفائض عن حاجة الجسم؛ لذا فإن قصور الغدة الدرقية يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم.

استخدام بعض الأدوية
يمكن أن يكون استعمال بعض أنواع الأدوية من أسباب ارتفاع الكوليسترول الضار بالدم أو خفض مستويات الكوليسترول النافع، ومن أمثلة هذه الأدوية ما يلي

أدوية علاج أمراض القلب، مثل الأميودارون (بالإنجليزية: Amiodarone)، وكذلك بعض حاصرات بيتا.
مدرات البول، مثل البوميتانيد (بالإنجليزية: Bumetanide) والميتولازون (بالإنجليزية: Metolazone).
الأدوية المثبطة للمناعة، مثل السيكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporin).
الريتينويد (بالإنجليزية: Retinoid).
الستيرويدات، مثل الدانوكرين (بالإنجليزية: Danocrine)، والمنشطات الابتنائية الأندروجينية، وكذلك بعض الكورتيكوستيرويدات، مثل البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone).
مضادات الفيروسات، مثل النيلفينافير (بالإنجليزية: Nelfinavir) والليديباسفير (بالإنجليزية: Ledipasvir).
مثبطات المناعة، مثل السيكلوسبورين (بالإنجليزية: Cyclosporin) والتاكروليموس (بالإنجليزية: Tacrolimus).
أدوية العلاج الكيميائي.