العصب الخامس
يعتبر العصب الخامس أو العصب ثلاثي التوائم أكبر الأعصاب القحفية في جسم الإنسان، حيث يقع في المنطقة الخلفية من الرأس. وتلتقي الفروع الرئيسية للعصب في العقدة العصبية التي تسمى عقدة غاسر، وتقع في كهف صغير يسمى كهف ميكل، ويخرج جذر حسي مفرد كبير من العقدة العصبية ويدخل جذع الدماغ عند مستوى الجسر، كما يخرج جذر حركي ذو حجم أصغر من الجسر في المنطقة المجاورة للجذر الحسي مباشرة.
ما هو التهاب العصب الخامس؟
ينقسم العصب الخامس إلى 3 فروع، وهي:
فرع العيون: ويتحكم في العين، والجفن العلوي، والجبين.
فرع الفك العلوي: ويؤثر على الجفن السفلي، والخد، والشفة العليا، واللثة العلوية.
فرع الفك السفلي: وهو يحرك الفك، والشفة السفلى، واللثة السفلى، وبعض العضلات التي تستخدمها للمضغ.
التهاب العصب الخامس أو التهاب العصب ثلاثي التوائم (بالإنجليزية: Trigeminal Neuralgia) هي حالة ألم عصبي مزمنة تؤثر على العصب ثلاثي التوائم، والذي يكون مسؤولاً عن نقل الإحساس من الوجه إلى الدماغ. وفي حال كان الشخص يعاني من التهاب العصب الخامس، فحتى التحفيز البسيط للوجه، مثل: تنظيف الأسنان أو وضع الماكياج، قد يؤدي إلى موجة من الآلام المبرحة، ويصف بعض الناس الم التهاب العصب الخامس كأنه صدمة كهربائية.
في البداية، قد تكون هجمات الألم قصيرة خفيفة، لكن ألم العصب ثلاثي التوائم يمكن أن يتطور ويسبب نوبات أطول من الألم الشديد. يؤثر التهاب العصب الخامس على النساء أكثر من الرجال، ومن المرجح أن يحدث لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عام.
وتجدر الإشارة إلى أنه يصاب بهذه الحالة حوالي 14000 شخص سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعتقد أنها تؤثر على ما يقارب مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
ما هي اسباب التهاب العصب الخامس؟
يمكن أن يحدث ألم التهاب العصب الخامس نتيجة التقدم في العمر، أو يمكن أن يكون مرتبطاً بالتصلب المتعدد، أو اضطراب مماثل يضر غمد الميالين (بالإنجليزية: Myelin Sheath) الذي يحمي أعصاب معينة. كما يمكن أيضاً أن يكون بسبب ورم يضغط على العصب ثلاثي التوائم.
كما قد يعاني بعض الناس من ألم التهاب العصب الخامس بسبب آفة الدماغ أو غيرها من التشوهات. وفي حالات أخرى، قد تكون الجروح الجراحية، أو السكتة الدماغية، أو الصدمات الوجهية مسؤولة عن ألم التهاب العصب ثلاثي التوائم.
كما قد تشمل محفزات ألم التهاب العصب الخامس:
الحلاقة.
لمس الوجه.
مضغ الطعام، أو الشرب.
تفريش الأسنان.
الكلام.
وضع مساحيق التجميل.
غسل الوجه.
ما هي اعراض التهاب العصب الخامس؟
قد تشمل أعراض التهاب العصب الخامس ذو الرؤوس الثلاثة واحدة أو أكثر من هذه الأعراض:
نوبات من الألم الحاد والشديد والذي يشبه صدمة كهربائية، أو إختراق طلقة نارية تستمر لبضع ثوان أو دقائق.
هجمات تلقائية من الآلام المبرحة الناتجة عن تحفيز بسيط جداً مثل: لمس الوجه، والمضغ، والتحدث، وتنظيف الأسنان بالفرشاة. وقد تستمر سلسلة الهجمات هذه لأيام، أو أسابيع، أو أشهر، أو أطول، وقد يمر بعض الناس بفترة لا يشعرون فيها بأي ألم.
ألم في المناطق التي يزودها العصب ثلاثي التوائم، وتشمل: الخد، والفك، والأسنان، واللثة، والشفتين، وفي كثير من الأحيان العين والجبهة. ويؤثر الألم على جانب واحد من الوجه في كل مرة، على الرغم من أنه في بعض الحالات النادرة يؤثر على كل من جانبي الوجه. ويكون الألم مركزاً في نقطة واحدة أو منتشراً في نطاق أوسع، وتصبح الهجمات أكثر شدة وتكراراً مع مرور الوقت.
كيف يتم تشخيص التهاب العصب الخامس؟
يشخص الطبيب التهاب العصب الخامس استناداً إلى وصف المريض للألم، بما في ذلك:
النوع: يكون الألم المرتبط بألم العصب ثلاثي التوائم مفاجئ، وشبيه بالصدمة الكهربائية، ولفترة وجيزة.
الموقع: يمكن من خلال تحديد أجزاء الوجه التي تتأثر بالألم معرفة إذا كان العصب الخامس هو المسؤول عن تزويدها.
المحفزات: غالباً ما يكون الألم المرتبط بالتهاب العصب ثلاثي التوائم هو ألم ناتج نتيجة تحفيز بسيط جداً وطبيعي، مثل: تناول الطعام، أو التحدث، أو حتى لمس الوجه.
كما قد يجري الطبيب العديد من الاختبارات لتشخيص التهاب العصب الخامس، وتحديد الأسباب الكامنة وراء الحالة، بما في ذلك:
الفحص العصبي: يمكن للطبيب لمس وفحص أجزاء من الوجه، وذلك لمساعدته في تحديد مكان حدوث الألم بالضبط. وإذا ظهر أن المريض يعاني من ألم العصب ثلاثي التوائم، قد تتأثر فروع العصب ثلاثي التوائم. كما يمكن أن تساعد اختبارات المنعكس على تحديد ما إذا كانت الأعراض ناتجة عن الضغط على العصب أو عن حالة أخرى.
التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI): قد يطلب الطبيب إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس لتحديد ما إذا كان التصلب المتعدد أو الورم يسبب ألم العصب ثلاثي التوائم. وفي بعض الحالات، قد يحقن الطبيب صبغة في وعاء دموي لرؤية الشرايين والأوردة وتسليط الضوء على تدفق الدم (تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي).
ما هو علاج التهاب العصب الخامس؟
عادة ما يبدأ علاج التهاب العصب الخامس بالأدوية، ولا يحتاج بعض الأشخاص إلى علاج إضافي. ومع ذلك، قد يتوقف بعض الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة عن الاستجابة للأدوية، أو قد يعانون من آثار جانبية. بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، تكون الحقن أو الجراحة خيارات علاجية أخرى.
وإذا كانت الحالة تعزى لسبب معروف، مثل التصلب المتعدد سيعالج الطبيب المرض المسبب للحالة.
الادوية لعلاج التهاب العصب الخامس
لعلاج ألم العصب ثلاثي التوائم، سيصف الطبيب عادة الأدوية لتقليل أو حجب إشارات الألم المرسلة إلى الدماغ؛ ومنها:
مضادات الاختلاج (بالإنجليزية: Anticonvulsant): مثل: الكاربامازبين (بالإنجليزية: Carbamazepine)، والعديد من الأدوية الأخرى. إذا بدأت مضادات الاختلاج المستخدمة بفقدان فعاليتها، فقد يزيد الطبيب الجرعة أو ينتقل إلى نوع آخر. وقد تشمل الآثار الجانبية لمضادات الاختلاج الدوخة، والارتباك، والنعاس، والغثيان.
مضادات التشنج (بالإنجليزية: Antispasmodic): يمكن استخدام علاجات لاسترخاء العضلات مثل: باكلوفين (بالإنجليزية: Baclofen)، وجابلوفين (بالإنجليزية: Gablofen)، وليوريسال (بالإنجليزية: Lioresal) وحدها أو بالاشتراك مع كاربامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine).
وقد تقلل حقن البوتوكس الألم في الأشخاص الذين لم تعد تساعدهم الأدوية. ومع ذلك، يجب إجراء المزيد من الأبحاث قبل استخدام هذا العلاج على نطاق واسع لهذه الحالة.
الجراحة لعلاج التهاب العصب الخامس
تشمل الخيارات الجراحية لالتهاب العصب الخامس ما يلي:
في معظم الحالات يستجيب المريض للدواء، ولكن في بعض الأحيان يتوقف الألم عن الاستجابة للدواء وتعود الأعراض الشديدة، وفي هذه الحالات تكون الجراحة هي الخيار الأمثل، وهنالك العديد من الخيارات الجراحية لوقف الألم الناتج عن التهاب العصب الخامس، والتي تشمل:
إزالة الضغط على الأوعية الدموية الدقيقة (بالإنجليزية: Microvascular Decompression)، حيث يتم نقل أو إزالة الأوعية الدموية التي تضغط على العصب، وتعد هذه العملية فعالة في إزالة الألم والحد منه ولكن من الممكن أن يعود الألم مرة أخرى، وتتمثل مخاطر إجراء هذه العملية بفقدان السمع، وضعف وتنميل في الوجه، والرؤية المزدوجة، أو حدوث سكتة دماغية رغم أن نسبة حدوثها بسيطة.
حقن الجليسرول، حيث يعمل الجليسرول على عزل العصب التالف لمنعه من نقل إشارات الألم، ويجدر بالذكر أن هذه العملية لا تلحق أي ضرر بالعصب، وتتم عن طريق التخدير الموضعي وتستغرق بضع دقائق، ويمكن أن يعود المريض للمنزل بنفس اليوم.
وضع بالون ضاغط عن طريق الجلد بجانب العصب، ويعتبر من الإجراءات الفعالة لكن ممكن أن يعود الألم مرة أخرى، ويعاني معظم المرضى من خدر في الوجه وأكثر من نصفهم قد يعانون من ضعف مؤقت أو دائم في العضلات المستخدمة في المضغ.
الجراحة الإشعاعية التجسيمية (بالإنجليزية: Stereotactic Radiosurgery)، وتعد من الإجراءات غير المؤلمة والتي يتم عملها دون الحاجة للتخدير، حيث يتم استخدام الكمبيوتر لتقديم أشعة شديدة التركيز من الإشعاع إلى جذر العصب.
الجراحة الإشعاعية باستخدام سكين جاما (بالإنجليزية: Gamma-Knife Radiosurgery)، ويعتبر الأكثر شعبية بين العلاجات الجراحية الأخرى وذلك بسبب دقته وفعاليته ولأنه يعتبر الأكثر أماناً، ويحتاج المريض عدة أسابيع للتحسن.