للعين غذاء أيضــًا

للعين غذاء أيضــًا


 للعين غذاء أيضــًا

د. أمانى منصور حماد
أاستشارى ورئيس قسم الرمد - مستشفى الهلال ، زمالة الكلية الملكية البريطانية - لندن عن العدسات اللاصقة
عمارات النهضة - 37 ش عماد الدين - من ش رمسيس
0101980177

مثلها مثل جميع اعضاء الجسم ، تتشكل العين من خلايا ذات حاجات غذائية خاصة ، كالأوكسيجين والجلوكوز والحوامض الدهنية والحوامض الأمينية والفيتامينات. فكيف  نحصل عليها بشكل طبيعى؟    يمتلك الجهاز البصرى الإنسانى خصوصية وهى الرؤية ثنائية العينين التى تسمح برؤية التضاريس كما وأن الفرق ما بين الصور التى تراها كل عين والتى تعالجها مناطق متخصصة فى الدماغ ، يمكننا من تقدير مسافة الأشياء التى نراها. بالقرب من محور البصر تكون دقة الصور كبيرة ، ولكن هذا لا يخص سوى زاوية بصر ضعيفة. وفى حقل بصرى أوسع ، تكون رؤية الأشكال أقل دقة ، ويتم تبيان الحركات أساسا.   لهذا السبب نجد  العينين كثيرتى الحركة ، وهناك عدة عضلات على شكل خيوط بامكانها ان تديرها فى جميع الاتجاهات ، إما ارادياً عندما نريد التدقيق فى شىء ما ، أو لا ارادياً على شكل تغطية لمنطقة بصرية واسعة.     وهكذا يتمكن الدماغ من إعادة انتاج صورة دقيقة لمناطق واسعة محتفظاً بالتفاصيل المفيدة منها.   • بصريات ذات دقة متناهية :   تقبع مقلة العين فى محجرها على دعامات دهنية ، تحركها وتمسك بها عضلات محيطة بالعين ويربطها بالدماغ العصب البصرى . وهى محمية من الخارج بطبقة جلدية رقيقة وشفافة وتدعى الملتحمة ، وبالجفنين بالطبع عند اغلاقهما. ثم تأتى العدسة وهى مكونة من طبقات من النسيج الضام الشفاف المحاط بعضلات تمسك به وتؤثر فيه. ووراء العدسة هناك الرطوبة الزجاجية وهى سائل آخر.   تشكل هذه البيئات الشفافة المتتالية نظاما بصريا يعكس صورة الخارج على سطح حساس ، هو الشبكية ، يغطى قعر العين وتتضمن الشبكية عددا كبيراً من الخلايا التى ترتبط كل واحدة منها بالدماغ بواسطة نسيج عصب البصر . وحين تتلقى خلية من الشبكية الضوء ترسل اشارة عصبية. وحين ننظر إلى أشياء أكثر أو أقل بعدًا ، ينبغى على العين أن تقوم بعملية تكيف حتى تتشكل الصورة الأكثر وضوحاً على الشبكية بواسطة انتقال العدسة من الامام إلى الوراء. كما وان العضلات الجانبية تضغط إلى هذه الدرجة أو تلك على العدسة حتى تعدل من انحناءتها لتحافظ على حجم مستقر للصورة. هذا الأمر بالتحديد هو الذى يمثل بعضاً من المشكلات عند التقدم فى السن.    تتضمن الشبكية ، وهى شديدة الانحناء خلايا حساسة للضوء ذات كثافة مختلفة. وهى كثيرة العدد فى المنطقة المتوسطة من الشبكية المسؤولة عن رؤية التفاصيل الدقيقة. ويتضاءل عدد الخلايا كلما ابتعدنا عن الوسط لتصبح الرؤية مبهمة. وهناك منطقة أخرى غير حساسة للضوء وهى طرف عصب البصر التى تسمى بــــ " البقعة العمياء " وهى لاتزعجنا  ولا نشعر بها حتى بفضل حركة العينين.   • البصر قدرة دماغبة :    تسير الخلايا العصبية الموازية للجزأين الخارجيين من الشبكية ( الجزء الأيمن والجزء الأيسر ) بشكل مستقيم. ولكن تلك القادمة من الأجزاء الداخلية أى من وسط الحقل البصرى تتشابك فى بنية تسمى التصالب البصرى. تتلقى الأنسجة البصرية اليسرى بالأنسجة البصرية اليمنى والعكس بالعكس وتحمل كل عين مسؤولية نصفىالحقل البصرى بما ان الحقل الأيمن من العين اليسرى يلتقى بالحقل الأيمن من العين اليمنى ، والحقل الأيسر من العين اليسرى يلتقى بالحقل الأيسر من العين اليمنى ، تؤمن هذه البنية المركبة رؤية مزدوجة ومنسجمة. وتصل مجموعة الاعصاب هذه فى النهاية إلى الجزء الخلفى من الدماغ ، أى المنطقة البصرية التى تعالج الصور . وتنطلق من هذه المنطقة أعصاب أخرى تأمر بأمرها عضلات العين لتحرك العينين. هذه المجموعة المعقدة معرضة بالطبع لاضطرابات على مستويات عدة ، منها الفسيولوجى والنفسى بدنى والنفسى .    • غذاء العين :    يعتبر التوازن الغذائى عاملاً اساسيًا فى صيانة بنية العين المعقدة. وهذا الأمر صحيح أساساً بالنسبة للشبكية وهى الجزء الأكثر دقة من العين. وهناك مواد محددة تساهم فى الحفاظ على صحة الشبكية وعلى تجديد خلاياها وهى :    • الفيتامين A  الذى يشكل الملونات فى الشبكية . وهو موجود اساسا فى زيوت كبد السمك وفى سلابة الذبيحة ( اكارعها والكبد والطحال ....) اما فى العالم النباتى فإن المواد السابقة للفيتامين A  هى البيتا - كاروتين والجزريات الأخرى التى مهما تناولنا منها لاتشكل خطر زيادة الفيتامين A فى الجسم . وهذه المواد موجودة فى الجزر وفى بعض الأعشاب البحرية .    • الفوسفوليبيد وهى المكونات الأساسية لكل أغشية خلايا الشبكية . تركيبها طويل وصعب وربما غير موجود . وإذا كان من الصعب الحصول عليها عبر الغذاء ، نظرا الى ان قدرة تحويلها ناقصة ، فإنه بالإمكان ايجادها على شكل اضافة غذائية مركبة من البيض " اوفوفوسفوليبيد ".    • حامض دوكسايكز اينوييك:  DHA  وهو حامض دهنى صاحب سلسلة طويلة جدا وهو اكثر ما يتواجد فى الخلايا العصبية للشبكية .يمكن العثور علية فى زيوت أسماك البحار الباردة وأيضاً فى بعض الأعشاب البحرية.    • الفلافونييد والانتيوسيان وهما جزء من اسرة " التانين " يحميان الأوعية الدموية وخاصة الشعيرات منها . فيحولات دون النزيف فى داخل العين وهما موجودان فى العديد من النباتات والفواكه وخاصة فى الثمار البرية وفى قشرة العنب وبذوره وفى قشرة الصنوبر.    • الزنك الذى يلاحظ نقصه نتيجة فقر الغذاء بالحبوب الكاملة وبخميرة البيرة التى تشكل المصدر الأساسى له. وهو موجود فى الشبكية فى العديد من الانزيمات.   • الفيتامين E  وهو ليس خاصا بالشبكية وحدها ولكنة يشكل أحد افضل المواد لمحاربة التأكسد ودورة أساسى فى حماية الدهنيات من التأكسد. وبما ان الشبكية غنية بالحوامض الدهنية غير المشبعة فإن هذا الفيتامين ضرورى لحسن عملها كما المغذيات المذكورة سابقاً.  كما وأن نمط الحياة يساهم فى اتعاب العين أو فى حمايتها لذا ينصح بالتالى :      • زيادة وقت النوم والايواء إلى السرير فى حوالى الساعة العاشرة مساء كحد أقصى.     • تناول ليتر ونصف من المياه المعدنية المرشحة يوميا.      • تكثيف تناول الفواكة والخضروات الطازجة والنيئة والحبوب الكاملة الطبيعية.